رواية احببت الفتى الغامض كاملة بقلم نشوة عادل
المحتويات
وألا تظهر أيا من حزنها له على الأقل اليوم ...
خرجت الاثنان من المشفى متجهين الى الكراج حيث توجد سيارة زياد ... ركبا سويا السيارة ليلتفت زياد نحوها ويسألها بهدوء جاهزة نروح المأذون ونكتب الكتاب ..!
أومأت برأسها وهي تتنفس بعمق قبل أن تجيبه جاهزة .... شغل زياد سيارته وأدار مقود السيارة متجها الى أقرب مأذون وأجرى في الطريق اتصالا بمنتصر وصديق أخر يطلب منهما أن يلحقاه الى مكتب المأذون كي يشهدا على عقد القران ..
معاك حق .. قالتها زينة مثنية على ما فعله وسارت خلفه نحو السيارة ليتجه بها زياد الى الشقة التي تقع في إحدى المناطق الراقية الشهيرة في البلاد .. ورغما عنها أخذت زينة تفكر في حالها وما آل إليه وما هو قادم ... دلفت زينة الى الشقة بعد أن فتح زياد الباب
ازاي ..! أجابها موضحا دافية زيك .. احمرت وجنتاها خجلا من إطراءه عليها ثم تحركت داخل أرجاء الشقة تنظر الى غرفها ومطبخها .. انتهت زينة من تفحص الشقة لتجد زياد يقترب منها ويسألها هتعملي ايه دلوقتي ..! أجابته بجدية هنام .. أشار زياد الى أحد الغرف قائلا دي إوضتك واللي جمبها أوضتي .. بهتت ملامح زينة وهي تستمع الى ما قاله لم تتوقع منه أن يبيت في غرفة منفصلة عنها .. لكنها شعرت
استيقظت بعد عدة ساعات لتجد الظلام حل على المكان سارعت لفتح ضوء الغرفة قبل أن تفتح الباب وتخرج مسرعة من الغرفة متجهة الى الخارج لتجد زياد جالسا في صالة الجلوس ينظر أمامه بشرود .. اقتربت منه فشعر بوجودها لينظر إليها ويهمس صحيتي امتى ..! أجابته بإرتباك من شوية .. اتجهت نحوه وجلست بجانبه بصمت ..
تطلع إليها زياد بصمت بينما أشاحت وجهها بعيدا عنه وقد عادت الذكريات السيئة إليها من جديد .. ذكريات لا تنفك أن تتركها ولو قليلا .. حل الصباح مجددا بعد ليلة طويلة قضاها كلا من زياد وزينة مستيقظين فلم يستطع النوم أن يغلب ذكرياتهما السيئة ..
الفطار جاهز .. اتجه زياد ببصره نحو طاولة الطعام المزينة بأشهى أنواع الطعام بينما سألته زينة مش هتفطر ..! هفطر اكيد ..
قالها زياد وهو يجلس على طاولة الطعام ويشرع في تناول طعامه إلا أن رنين جرس الباب أوقفه عن تناوله الطعام ... اتجه زياد نحو باب الشقة وفتحها متعجبا من الزائر الذي يأتي في وقت مبكر كهذا .. فوجئ برنا ټقتحم الشقة وهي تهتف بصوت عالي هي فين ..!
جذبها زياد من
ذراعها هاتفا بها انتي بتعملي ايه ..! أجابته وهي تضحك بسخرية جاية أبارك للعروسة .. ثم أكملت وهي تصيح بصوت عالي يا عروسة .. انتي فين ..! خرجت زينة إليها وهي ترسم على شفتيها ابتسامة كبيرة وترتدي غلالة نوم قصيرة فوقها روب من الستان الأبيض .. اهلا يا رنا ... توجهت رنا نحوها وقالت بتهكم
ولابسة قميص نوم كمان وبتحتفلي .. وقف زياد حائلا بينهما وقال بحزم مش وقت الكلام ده يا رنا .. روحي حالا ... عقدت رنا ذراعيها أمام صدرها وقالت بعناد
مش هروح انا جايز أبارك للعروسة وأديها هديتها .. أبعدت زينة زياد من أمامها واقتربت من رنا تقول ميرسي يا رنا ربنا يخليكي .. مش عايزة تعرفي إيه هديتك يا عروسة ..!
نظرت إليها زينة بصمت بينما قالت رنا بجدية وهي تخرج ورقة بيضاء من حقيبتها وترميها عليها دي نسخة من شهادة ۏفاة عالي قلت تخليها عندك للذكرى .. الفصلين السابع والثامن عشر كان عليها أن تتماسك في هذه اللحظة .. أن تخبئ ذلك الألم الذي ينخر قلبها وتجاهد كي تظهر لا مبالاتها لن تكسرها رنا ولن تحقق غايتها في النيل منها وتحطيمها أماميهما ..
هي ليست زينة القديمة كي ټنهار أماميهما وتبدأ في البكاء والعويل .. هي الأن إنسانة أخرى تعرف كيف تسيطر على مشاعرها وتحركها وفقا لرغباتها . انتي ايه اللي بتعمليه ده .!
قالها زياد قاطعا هذا الصمت الطويل مزمجرا بها بضيق لترد رنا وهي تهز كتفيها بلا مبالاة جايه أبارك للعروسة وأفكرها بجوزها الأولاني اللي قټلته ...
كاد زياد أن يتحدث إلا أنه فوجئ بزينة تسبقه وتهتف ببرود أعصاب
غريب وهي تأخذ شهادة الۏفاة من يد رنا ميرسي عالهدية يا رنا .. ميرسي اوري .. ثم أكملت وهي ترسم إبتسامة مصطنعة على شفتيها تحبي تشربي ايه ..!
رمقتها رنا بنظرات مشټعلة ثم حملت نفسها وخرجت من الشقة ليلتفت زياد نحو زينة ناظرا الى قناع الجمود الذي ترتديه أمامه بحيرة ... تحركت زينة مسرعة الى داخل
غرفتها وأغلقت الباب خلفها پعنف لا إرادي .... أخذت تتطلع الى شهادة الۏفاة بعينين حزينتين قبل أن ټنفجر في البكاء بصوت منخفض وهي تجاهد كي تخفي شهقاتها حتى لا يسمعها زياد ..
استمرت في بكائها لفترة طويلة .. تبكي حظها العاثر وروحها الممزقة وقلبها المتعذب .. كان بكائها نابع من أعماقها .. اخر ما تصورته يوما أن تكون هذه نتيجة فعلتها البريئة والعفوية ..
نتيجة كذبها على علي .. كلا هي لم تظن أن كل هذا سيحدث وأن علي سيموت قهرا بسببها لكن القدر كان له رأيا أخرا ....
جلست على سريرها وهي تخبئ شهقاتها بينما تتأمل
متابعة القراءة