رواية بهيه ابنة التاجر كاملة بقلم كاتب مجهول
لعلك تسترجع جزءا من خسارتك لم يعد يطيق ذرعا بها وقال من الأفضل أن تستعدي للبرد القارس وتعدين لنا غطاءا دافئا وتضعين حطبا بجانب المدفئة وفي إنتظار ذلك دعيني وشأنيقالت له سأجعلك ټندم على وقاحتك أيها الأحمق
جاء الشتاء على غير عادته مبكرا وكانت الأيام باردة جدا ومرض الناس وكثر السعال والحمى ووصف الأطباء لهم الليمون والبرتقال الذي غلا ثمنه جدا وانقطع من الأسواق سمع التجار أن رجلا عنده حمولة كبيرة إشتراها قبل أيام فازدحموا على باب داره ومعهم صناديق من الذهب والمجوهرات نظر التاجر إلى إمرأته وقال سبحان الله بالأمس إزدحم الفقراء على بابي واليوم يزدحم أعيان القوم قسم بينهم بضاعته وفي المساء كانت داره قد إمتلأت بالذهب حتى تحيرت إمرأته من كثرته وتعدد ألوانه
قالت الله يعطيهم كما أعطاك إسمع أعرف أن ورائك سرا سترويه لي والويل لك إن لم تقل الحقيقة سأغلق بيتي ولن تدخله وسأشيع في الناس أنك عارف بالسحر وهذا سر ثرائك فزع التاجر لما سمع ذلك وقال في نفسه سأخبرها بسري فوالله المۏت أفضل ألف مرة من تهمة تلاصقني في حياتي فالناس تصدق كلما يقال إليها
مرت بها ثلاثة أيام على هذه الحالة حتى إشتد بها الجوع وبدأت تستعطف المارة من أجل رغيف يابس ذات يوم مر التاجر وهاله ان يجد أن بيته قد إبتلعته الأرض وأن إمراته تحولت إلى متشردة كريهة المنظر والرائحة حملها إلى كوخ بناه في أرضه واعتنى بها شهرا حتى عادت إليها الحياة وبعد قليل وضعت مولودا بهي الطلعة أسمته علاء الدينلاحظ التاجر أنها لم تعد تشتكي أو تتذمر رغم عيشه البسيط كان يعمل في الأرض كبقية العمال فلقد جعلها وقفا على الفقراء
في أحد الأيام وقفت بجانبه وقالت سأساعدك إن كنت ترغب إستغرب منها وقال لكن هذا عمل الفقراء ردت ومالهم الفقراء لقد شاء القدر أن يحبس رزقهم في الدنيا ورغم ذلك فهم يحمدون الله ويقتسمون ما عندهم معك أعذرني يا رجل لقد أخطأت في حقك وبددت مالك رد عليها أنت كل ماليوإبني هو روحي لنا كوخ يحمينا من المطر وعمل آكل منه إذا أنا أغنى الناس والحمد لله على هذه النعمة
أتمنى أن تكون الحكاية قد أعجبتكم