رواية انا والطبيب (جميع الفصول ) بقلم ساره نيل
المحتويات
شديدة..
بينما أسند قيس طاهر بلهفة وهو ينظر لوجه الذي أصبح لوحة من الكدمات النازفة أردف قيس بلهفة
أنت طاهر .. أنت ابن الشيخ رضوان .. يعني المفروض أخويا .. يعني أنت ... طب إزاي عزيز..!
هنا خرج صوت فهد الجهوري يقول
زي ما ماجد البنا بقى جعفر البحيري .. كمان طاهر رضوان بقى عزيز البحيري..
اسم أبويا وعيلتي إللي أطهر منهم أحتلوه..
أمي وثقت فيك ودي غلطتها الوحيدة إللي اتعاقبت عليها أنا وفارس وكمان إنها حرمت ابن ملهوش أي ذنب من أبوه..
بس بصراحة دي كانت حسنة محسوبة لها لأن الأحسن والأفضل للابن ده وهو قيس إن يبعد عن أب زي ده .. يعني ربنا نجاه بس إحنا ابتلينا..
سيطر علينا وخلانا تحت طوعه وأنا في البداية صدقت التمثلية دي بس أنتوا غفلتوا إن ابن جعفر البحيري الحقيقي وإللي هو واحد بس وورثت عنه الذكاء الحاد كنت براقب كل حاجة وأنا ساكت.
كنت شاهد أنا على كل حاجة شاهد على تعذيبك لها بعدم رحمة .. لما كنت تقنعنا إنها سافرت وأنت كنت واخدها تحت في مخزن القصر وبتعذب فيها بجميع الأساليب وفي الأخر رميتها في مستشفى المجانين وجننتها بالټعذيب إللي كنت بتوصي بيه عليها والأدوية الممېتة لغاية ما ماټت بحسرتها لمجرد إنها أدركت وقالت لازم ترجع ووقفت قصادك.
لا بصراحة أظن اسم طاهر مش يناسبه دلوقتي خالص يا قيس وبصراحة هو مأخدش أي نصيب من اسمه مش عارف ليه..
طبعا ماټت أمي وسابت أصغر ضحېة ليك بنتها وبنتك إللي طلعت نسخة منك في إجرامك وقلبها الأسود..
منى إللي المفروض أختك من الأب يا قيس وأختي من الأم..
لما شوفت ده كله وكنت لسه صغير بس كنت مدرك لكل حاجة ولما بردوه كبرت فهمت أكتر ساعتها عرفت إن لو اعترضت على أي حاجة وعليك واتحداتك هيكون مصيرنا أنا وفارس نفس مصير أمنا فقولت لازم اللعب معاك يبقى بطريقة مختلفة..
وطبعا ماجد باشا لما بدأت أقدامه تثبت خلاص لقيناه مدخل علينا عزيز وفرضه علينا كلنا والأكتر من كدا أنه بقى واحد مننا وشايل نفس اسمنا وأخونا الكبير كمان..
مش هنكر في الجزئية دي إن طاهر كان صيده سهلة لماجد وقذراته كان ضحېة بس بنكهة مختلفة تماما..
عموما كل إللي كانوا ملطخين بالأثام كانوا هما الضحېة الظالمة..
في الأول أمي إللي غلطت كتير لما دخلت لعبة زي دي من الأول مع واحد ساومته على ابنه وقالتله شرط إن أديك الاسم وأدخلك العالم ده أنك تسيب بلدك وأهلك وابنك وتنسى ماضيك تماما ولا يربطك بيهم أي حاجة وأخذت الجزاء من جنس العمل
وبعدين طاهر ... إللي اتمرد على أبوه وأمه الناس الغلابة الطيبين وكان عنده إصرار غير عادي على إنه يخرج من العالم إللي كان فيه وإللي حس نفس جه غلطة فيه وكان منتظر إيد تتمد ليه تاخده لعالم الفجور وقد كان..
وعقابه النسخة إللي بقى عليها دلوقتي..
طول الفترة دي وهو لعبة ماجد وكلبه بيحركه زي ما هو عايز والأسوء من كدا يا طاهر إنك كنت مجرد كبش فدا وأداة ينفذ بيها إللي هو عايزه وأهدافه وفي أي لحظة مستعد يضحي بيك لغى عقلك وشخصيتك وبقى يتحكم فيك ويسمم أفكارك أكتر ما كانت متسممه .. كان كل يوم بيغمسك جوا الضلمة واحدة واحدة..
غير حالة الإستضعاف والإذلال إللي كنت بتبقى فيها قدام جعفر البحيري وأنت مفكر إن هو ولي نعمتك وبيحبك وأبوك وليه أفضال عليك مش بتخلص وإن هو عطاك الأمان والعيلة والحب وكل حاجة وكنت سعيد ومهما هو عمل مش بتعترض لأنك مش عايز ترجع فاشل تاني أنت كنت خاېف تخسر الاسم والعيلة والانتماء بعد ما كنت بتاع شوارع بعد ما أهلك اتخلوا عنك لما اتخليت عنهم كنت عايز ترجع لهم بعد زمن تقولهم شوفوا طاهر بقاا أيه شوفوا طاهر بقى فين ومش وقف عليكم ولا على وجودكم..
ودلوقتي هترجع لهم بس ياريتك زي ما سبتهم بل أسوء بمراحل.. هترجع بس خلاص بعد فوات الأوان وأنت محمل بأثام كتير أووي وخذلان وخيبة وصدمة وإيدك فاضيه..
كنت بشفق عليك وأنا عارف نوايا جعفر من ناحيتك كان بيعاملنا ملوك وبيستخدمنا كل مرة إن يذلك ويكسر نفسك ويحقر منك علشان تفضل تحت إيده..
عمل منك مسخ ومچرم وشخص معډوم الضمير لدرجة إنه أخرس ضميرك وزرع جواك شيطان يمشى ورا كلامه زي الأعمى وخلى عندك نفس تكبره وغروره .. كان بيحرضك على قدر وأنت زي الأعمى وراه ولما كان بيشوفك بدأت تحن ولا تشفق عليها كان بيقلب عليك الدنيا ويبدأ يوسوس ليك .. كنت شايفك وحاسس بيك بين نارين .. شفقان عليها لأنك بدأت تميل لها وفي نفس الوقت وصايا جعفر إللي كان مش بينزل من على ودنك..
كان يتحدث فهد بانفعال ونفاذ صبر بعد تلك السنوات التي حياها صامتا مكمما رغما عنه كان الشاهد الصامت في القصة منذ البداية..
بينما هذا الذي أصبح الڠرق في الدرك الأسفل من الصدمة نصيبه الذي أخذ يتخبط بين أمواج الحقائق وتلك الصدمات تسقط على رأسه دون رحمة..
لم يستوعب قيس ما قيل بينما يقف بجانب عزيز الذي أصبح عالمه خال فجأة..
رفع قيس أنظاره نحو والده ذا الوجه الجامد والذي لم يؤثر به شيء مما سمع..
مرحى حقا فوالده مچرم من الطراز الرفيع..
لا .. لا ليست صدمة فحسب بالنسبة لقيس بل كانت لحظات إستيعاب بشكل جيد..
إستيعاب عطايا الله ورحمته به التي كان يظنها حرمان ويبكي قهرا عليها..
إذا كل أقدار الله لنا خيرا مليئة بالخير والرحمة وإن ظننها شړا مستطيرا..
بينما كان يعيش الباقي
متابعة القراءة