القصة التي هزت العالم
أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله
أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله
لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة
راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه
أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه
وبعد الصلاة توجهنا بالچنازة إلى المقپرة
أما الشاب فقد أحاط به أقاربه
وعند القپر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه
سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو
انصرف الجميع
عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير
وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته
تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً
يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه
يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء
انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه
عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله قرر أن ينام ، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه رحمه الله لم يتحمل الصدمة في نهاية أجل صديقه وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون
إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ،
توجهنا بالچنازة إلى القپر ، وهناك كانت المفاجأة
لقد وجدنا القپر المجاور لقبر صديقه فارغاً
قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل
أنزلناه في قپره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً وجمعت القپور بينهما
سبحان الله
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمون والمسلمات الأحياء منهم والأموات