رواية المچنونة بقلم ميرال البحر
المحتويات
بعد أن عدت من جامعتي في يوم شتاء بارد ...
جلست مع عائلتي لتناول طعام الغداء ...
كان الطعام شهيا وساخنا يتصاعد البخار منه ...
وكما عادتي أخذت اتناول الطعام بكل شراهة بعد تعب الدوام بطريقتي العفوية البعيدة عن التصنع والبرستيج
إلى أن أملي معدتي ..
متجاهلة كلمات أمي وجدتي وتمتماتهن علي التى لاحدود لها ..
ولااخجل من طريقة أكلي هكذا أمامه ويضحك فقط ويقول لي صحتين يابابا ...!
إلا أمي وجدتي من أول الطعام لأخره كانت طريقة تناولي للأكل قضيتهن الكبرى التى تشغل تفكيرهن
ملاحظات وارشادات إلى أن تمتلىء معدتي طعام وعقلي بكلامهن ..
وإذا بجدتي تهمس لأمي بصوت غير مسموع قائلة
نظرت أمي إلي وقالت أي عريس
!
من سيتقبل المچنونة بنتنا وحركاتها التى لاتخفى عليك الا ترين ماتفعله ..!
طريقة أكلها ..
چنونها وتصرفاتها ..
كلها عندما يأتي شاب لخطبتها بكل مرة تفشل خطبتها ومن ثم لايعود مرة ثانية ..
شيء مخجل والله ..
!
اصغيت للحديث بينهما وضحكت ..
رفعت حاجبي والملعقة بفمي وأكملت تناول الأكل غير آبهة بالكلام كله ..
واذهبي وجهزي نفسك وارتدي الفستان كذا وتزيني بعد ساعات يصل شاب مع أهله لخطبتك ...
أنت اليوم عروس ..
نظرت إليها والدهشة تعتلي وجهي وعيني
ماذا قلت عريس وضحكت بأعلى صوتي ضحكتي المچنونة المعتادة ...
وقلت هههه كان الله في عونه ...
وضعت يدي على فمي
فأنا لاأنوي الخير البتة ..
واثقة أنه سيهرب كما فعل ثلاثة شبان من قبله بيوم الرؤية
لي إذ تكون المرة الأولى والأخيرة ..
فقط لأني إنسانة عفوية أتصرف دون تصنع ..
وهذا جعلهم يذهبون دون عودة ..
ومايثير جنون أمي وجدتي مني ويزيد من وتيرة غضبهن بعد كل مرة..
استفزت كلماتي وضحكتي والدتي الحنونة مما جعلها تخرج عن صمتها ..
وتقول لي حسابك معي لاحقا أيتها المچنونة ..
هي نفذي ماقلته لك .. اغربي من هنا ...
قبل أن ارشقك بكل الصحون والأواني الفارغة ها ..
فقلت بشقاوة مختبئة تحت الطاولة حسنا أمي ...كما تريدين لكن توقفي ارجوك ...قبل أن تفتحي رأس ابنتك فلذة كبدك ..
أو تفقي عينها وتبقى بوجهك بقية العمر ..
انسحبت رويدا من تحت الطاولة وركضت باتجاه غرفتي
اقفلت الباب الجو بارد جدا ...
حان وقت النوم الشهي بعد الغداء بهذه الساعات ..
تكورت على نفسي ووضعت الغطاء وغطيت في نوم عميق
غير آبهة بموعد قدوم العريس الذي أخبرتني به الغالية ..
ربع ساعة لم أكمل نومتي واستيقظت على ضربات أمي المتتالية بعد خمس دقائق على الباب ..
لم أشعر بشيء ونومي ثقيلا جدا مما جعلها تتوتر مني
قمت وفتحت الباب ومسحت عيني الناعسة ماذا هناك أمي
فقالت مندهشة پغضب ماهذا الذي تفعلينه تنامين
قبل قدوم العريس بساعتين !!
الم اقل لك جهزي نفسك ها ....
تحمل عصاية جدتي بيدها ..
هل يجوز أن تبدو عيناك متورمة أمامه بسبب النوم
ضحكت واختبأت خلف الباب حسنا حسنا سأتجهز
لتعيس الحظ .. ولكن هدئي من غضبك أمي ... ثم لن تتوقف الدنيا عنده إن أعجبته أو لا ...
فقالت يابنت لاتردي الجواب هيا وإلا أورم كل وجهك بهذه العصا واجعلك تخرجين عليه بكل الألوان
حذاري ياشقية سأعود بعد قليل لرؤيتك جاهزة وعلى فكرة
اياك أن تفكري بوضع الملح للعريس بالقهوة كسابقيه لقد خبأت الملح عنك ...
ولا تأكلي من الفاكهة التى نضعها أمامه ..!!
لاتضحكي هذه الضحكة الچنونية ..
لاتنسي ارتداء الكعب العالي الذي اشتريته لك للحفلات
ضعي القليل من مستحضرات التجميل على وجهك الأصفر هذا ولاتتكلمي إلا للضرورة وإلا قتلتك هذه المرة !!
اردفت قائلة لها لكن ياأمي لماذا كل هذا
تريدين التخلص مني بأسرع وقت ..ثم من يريديني عليه تقبلي بكل ماأنا عليه ...
فقالت بحنان لا يامجنونة أنت في التاسعة عشر من عمرك
وانا وجدتك عندما كنا من
متابعة القراءة