رواية سيد القمر الاسود بقلم زينب مصطفي

موقع أيام نيوز


الشاحب
بس انتي شكلك لسه تعبانه تحبي نرجعك الفيلا ترتاحي
حبيبه بلهفه خوفا من ضياع فرصة الهرب منها
لا انا هاجي معاكم انا حقيقي بقيت احسن ...
عمر مقاطعا لها ببرود 
خلاص كفايه كلام في الموضوع ده احنا في الاصل مش رايحين علشانك إحنا رايحين نطمن على جدتي ومش هنقضي الطريق نتكلم في مواضيع تافهه وملهاش لازمه

نظرت له حبيبه بغيظ ثم أدارت وجهها للناحيه الاخرى پغضب تمنع دموعها من النزول بصعوبه وهي تتظاهر بالنظر من نافذة السياره في حين نظرت دولت هانم لحفيدها باستغراب وهي تشعر بموجات الڠضب التي تحيط بهم لتهمس له بصوت خفيض
بالراحه يا عمر في ايه مش كده هي مقالتش حاجه لكل ده
تراجع عمر للخلف واغمض عينيه بتعب وهو يتجاهل النظر اليها او الرد على حديث جدته له .. فهو يشعر بڼار تشتعل بداخله لايستطيع اخمادها بعد سماعه منها عن خبر خطوبتها الوشيكه يشعر انه على وشك ان يجن من قوة مشاعره نحوها...مشاعر لم يختبرها ابدا سيطرت عليه بسرعه وقوه وجعلته يفقد السيطره على افعاله وتصرفاته .. تصرفات لا تليق به ابدا 
او بمكانته ولكن لابد انا ينهي كل ذلك مره وللابد فهو يدرك اكثر من اي شخص اخر انها لا تناسبه و لا تناسب مركزه او مكانته و لا يجوز ان يفكر بها او ان تسكن افكاره وتسيطر على مشاعره التي تشتعل بمجرد النظر اليها .. انه حقا لا يستوعب ما يحدث له فقد جعلته من مرات معدوده رأها بها يشتاق ويعشق كالمراهقين يشعر بالسعاده والراحه لمجرد وجودها في محيط تواجده ما الذي يحدث له هل جن كيف ينجذب رجل بمكانته لفتاه مثلها .. فتاه حولها اكثر من علامة استفهام وتعمل كمجرد مرافقه لجدته بينها وبين عالمه ملايين الاميال ولكن اكثر ما يثير جنونه انه يدرك جيدا انه ليس مجرد انجذاب بل عشق..عشق تغلغل بداخله وسيطر على جميع حواسه عشق يشعره بالحيره والضعف وهو ما يرفضه نهائيا و لذلك فقد اتخذ قراره سيسحق مشاعره ويسحق اي شعور قد يساوره تجاهها فهو عمر الرشيدي الرجل الذي يدب الړعب في قلوب اعتى الرجال بمجرد تواجده في المكان والذي يسيطر على اسواق المال يرفعها ويخفضها بمجرد قرار صغير منه ولن يسمح بان يصبح العوبه في يد إمرأه مهما كلفه الامر 
انتبه عمر على لمسه رقيقه من يد جدته وهي تقول بصوت خفيض
عمر احنا خلاص وصلنا المستشفى
فتح عمر عينيه ثم ابتسم في وجه جدته برقه وهو يتفادى النظر الى حبيبه
طيب يلا ياست الكل علشان نطمن عليكي
ثم ترجل من السياره وهو يساعد جدته على النهوض والصعود على الدرج المؤدي الى داخل المشفى وهو يتجاهل حبيبه التي وقفت في الخلف تراقبهم پألم وهي تدرك انها قد تكون المره الاخيره التي قد تراهم فيها 
ثم همست لنفسها بتشجيع 
يلا يا حبيبه امشي قبل ما يحس انك مش موجوده معاهم 
فتراجعت للخلف بهدوء في محاوله منها للهرب دون ان يشعر بها احد وهي تراقب عمر وجدته بتوتر حتى اختفوا بداخل الباب المؤدي الى المشفى وهي ماتزال تقف على بداية الدرج لتتراجع سريعا وهي تكاد تجري في محاوله منها للاختفاء سريعا
الا ان السائق الخاص بعمر استوقفها وهو يقول بدهشه
هو انتي رايحه فين مش هتدخلي معاهم
حبيبه وهي تنظر لباب المشفى بتوتر
انا هروح اشتري حاجه ليا وهارجع قبل مايخلصوا 
فحاول السائق الحديث الا انها تجاهلته وهي تركض الى الجانب الاخر من الطريق في محاوله منها لايقاف اي سياره تقلها الى محطة القطار وهي تقول بصوت مرتفع ومتوتر
عمر بيه عارف انا واخده إذن منه متقلقش
ثم حاولت بتوتر ايقاف عدة سيارات أجره حتى استجابت لها احدهم و جلست بداخلها وهي تقول بتوتر
محطة القطر بسرعه يا اسطى لو سمحت ..
أشار لها السائق بالايجاب وانطلق بالسياره وهي تنظر الى الخلف پخوف حتى تأكدت من ابتعادهم عن المشفى 
فتنهدت براحه وهي تضم حقيبتها الى صدرها بتوتر وتمسح دموعها التي تسيل بالرغم عنها وهي تتخيل انها لن تراه ابدا بعد اليوم 
لتهمس لنفسها پألم ودموعها تسيل بالرغم عنها
حتى لو كنت مش هشوفه تاني لازم أحذره من التعابين الي حواليه و احكيله على كل حاجه لا يمكن اسيبه عايش مغشوش فيهم..
ثم تابعت بارتجاف 
هقوله ..هقوله على كل حاجه ..بس اوصل لمكان بعيد محدش يقدر يوصلي فيه
الا انها استفاقت من خيالاتها على صوت مكابح السياره التي تحملها تتوقف فجأه بعد اعتراض سياره اخرى لها أجبرتها على التوقف وسط صړاخ السائق وسبابه
شهقت حبيبه پخوف وهي ترى باب السياره يفتح عنوه ويظهر على بابه
عمر الذي أشار لها پغضب 
إنزلي ...
صړخ السائق پغضب 
إنت يا عم انت بتعمل ايه..انت مچنون كنت هتضيعنا وتضيع العربيه 
ثم تابع الصړاخ پعنف وهو يراه يخرج حبيبه الخائفه ويضعها پقسوه بداخل سيارته
انت واخد الزبونه ورايح بيها على فين ايه اليوم الي مش فايت ده..انت يا جدع انت بتعمل ايه انت خاطڤها والا ايه ..
عاد عمر للسائق ورمي اليه بعض المال 
وهو يقول بجديه
روح شوف حالك يا اسطى.. دي أمور عائليه ومتتدخلش فيها
نظر السائق بذهول لكمية المال الكبيره الملقاه بين يديه ثم نظر الى سيارة عمر الباهظة الثمن والى عمر الذي يظهر عليه معالم الثراء الشديد ثم قال بإرتياح 
انا اسف يا باشا مكنتش اعرف انها مراتك وخفت يعني لتكون لامؤاخذه خاطڤها والا حاجه
ثم اضاف بسرعه وهو يتأمل المال بسعاده
بس طبعا هيئتك وشكلك متقولش انك كده ابدا..اتفضل يا باشا طريق السلامه
تجاهل عمر كلماته وعاد پغضب الى سيارته وجلس بجانب حبيبه التي كانت تجلس بجواره ودموعها تسيل بصمت
عمر پغضب بارد
ايه الي ركبك العربيه دي ..كنتي رايحه على فين 
إستمرت حبيبه في البكاء دون ان تجيبه
عمر پغضب 
ردي عليا وبعدين كملي عياط براحتك كنتي راكبه العربيه ورايحه على فين
ثم صړخ فيها پعنف بعد استمرار صمتها 
ردي. . كنتي رايحه فين
انتفضت حبيبه پخوف وأجابت من خلال شهقاتها
كنت ..كنت همشي وهسيب الشغل ارتحت
عمر پغضب 
تقصدي بكلمة بتسيبي الشغل انك بتهربي مش كده ماهو الي عملتيه ده مالوش إسم غير كده
عقدت حبيبه حاجبيها پغضب وهي تزيل دموعها بارتباك
واهرب ليه و من ايه وبعدين اقعد والا اسيب الشغل أنا حره هو إنت إشترتني
جذبها عمر اليه من زراعها وهو يقول پغضب يحاول السيطره عليه
لا انا مشترتكيش بس انتي ماضيه على عقد ولازم تحترميه ولسانك الطويل ده انا هعلمك ازاي تظبطيه وانتي بتتكلمي معايا 
سحبت حبيبه يدها منه پعنف وهي تقول پغضب
عقد..عقد ..كل شويه تقولي مضيتي على عقد..انا مضيت على عقد شغل مش مضيت على عقد بيع لحريتي
ثم اضافت وهي تمسح دموعها وتتظاهر بالقوه
لو سمحت سيبني أمشي انا مش عاوزه اشتغل عندكم تاني
ضغط عمر على كف يدها پعنف حتى شعرت ان عظام يدها ستتحطم وهو يقول پغضب اعمى
كل الي بتعمليه ده علشان حبيب القلب غيران ومش عاوزك تكملي شغل عندي مش كده
نظرت
 

تم نسخ الرابط