يحكى أنه كان هناك امرأة اسمها داهية
يحكى أنه كان هناك امرأة اسمها “داهية”، وكانت تعيش
مع زوجها في قرية صغيرة،
وكانا لا يملكان سوى بقرة واحدة ولا شيء غيرها؛ وكان
زوج الست “داهية” يعاني من مشكلة كبيرة بسبب بقرته،
إذ أنه كان يعمل طوال النهار دون توقف من أجل إطعامها،
فقد كانت هذه البقرة تأكل كثيرا بطريقة غريبة.
وفي يوم من الأيام أخبر زوجته بأن عليهما أن يبيعا هذه البقرة،
ويشتريان بثمنها بقرة أخرى، أخبرته زوجته بأن كل البقر يأكل
كثيرا، وأنهما يستفيدان من حليبها؛ ولكن زوجها كان على دراية
بالأمور أكثر منها، وبالفعل قام ببيع البقرة، وكان ثمنها 5000 جنيه.
أحد مهما كان حتى لا يكونا مطمع، خبأت الست “داهية” الأموال،
ولكنها لم تستطع منع لسانها من إخبار جارتها بالأموال التي تحفظها
لزوجها ليشتري بها بقرة ثانية.
فقامت جارتها بعمل حيلة عليها، أقنعتها بأن عليها أن تبدل اسمها
ولاسيما أن “داهية” اسم قبيح ومشين للغاية، وأن اسمها بالنسبة
لها أقيم من مائة بقرة؛ فسألتها الست داهية عن إمكانية تغيير الأسماء!
فأجابتها بأنه من الوارد جدا تغيير اسمها، وأن هناك بائع للأسماء ياتي كل يوم
بها وبشخصيتها؛ وكانت جارتها قد تحالفت مع قريب لها على
الست داهية ليسلبا منها أموالها، حثته على المجيء على
عربة بها الكثير من قصاصات الورق المكتوب عليها العديد من الأسماء،
وأن جارتها وأعطته ملامحها ستأتيه لتشتري منه اسما،
وأن كل ما عليه فعله أن يخبرها أن الاسم بقيمة 5000 جنيه.
وبالفعل جاء وأخذ ينادي: “معي أسماء للبيع”، فخرجت الست
داهية وأخبرته بأنها تريد تبديل اسمها وشراء اسما غيره، واختارت
اسم “ست الحسن والجمال”، وأخذ منها البائع المال وأعطاها
قصاصة علقتها على دارها من الأمام.
الراحة ويأكل غدائه قبل أن يعاود للعمل من جديد، أخذ ينادي
على زوجته باسمها “داهية”، ولكنها لم تجل عليه عملا بنصيحة
البائع الذي أمرها بألا تجيب على أي من كان إذا نادى عليها باسم داهية!
سألها زوجها غاضبا: “لم لا تجيبن على سؤالي؟!”
فقالت داهية: “ألم تقرأ الاسم الجديد؟!”
زوجها: “ست الحسن والجمال؟!، لقد قرأته ولكن ماذا يعني ذلك؟!…
أتعنين أنكِ قمتِ بتغيير اسمك؟!”
فقصت عليه ما حدث، فصړخ في وجهها قائلا: “أعطيتيه المال؟!،
ومن قال لكِ أن الأسماء تباع وتشترى؟!، ألا عقل لديكِ لقد كنت
تضايق الزوج كثيرا من فعلتها ولاسيما قد حذرها من الإفصاح
عن سرهما، أخبرها بأنه سيترك لها المنزل ويرحل عنها وأنه إن وجد من مثلها سيعود إليها!
سار في بلاد بعيدة، وفجأة ظهرت له امرأة كبيرة بعض الشيء في السن،
وكانت تحمل قفصا كبيرا فوق رأسها به الكثير من الخيرات، به فطير مشلتت
وزبدة وسمنة بلدية وبيض، طلبت منه أن عطيه لشقيقتها وعلى الرغم
من محاولاته أنه لا يعرف شقيقتها إلا إنها تركته له القفص ورحلت، فقال في نفسه: “هذه أول داهية!”